أيهما افضل أن أروي لأطفالي قصص عن أناس خياليين أم واقعيين ؟
أيهما يؤثر إيجاباً على الطفل أيهما يؤثر سلباً ؟
قبل بضع سنوات، طلبت ابنتي أن اروي لها قصة ما قبل النوم.
كنت سعيدا جدا لانها طلبت ذلك، وبسرعة اخترعت قصة كاملة عن مخلوقات خيالية هدفها نقل فكرة أهمية الصبر أو العمل الشاق لطفلتي و أن تكون طيبة مع الاخرين.
ولكن ابنتي لم تكن مسرورة. حيث كان لديها أفكار خاصة جدا حول ما يجب أن تكون قصص ما قبل النوم. أرادت قصص عن فتاة صغيرة تخطط لحفلة عيد ميلاد. فتاة إنسانية الخ .. وتفاصيل القصة تدور حول ما لديها من حلوى ودمى .
اتضح أن ابنتي ليست وحدها. فشغفها لقصص حفلات عيد الميلاد، على وجه الخصوص، لتي تكون محددة إلى حد ما، فمثلها كل الأطفال الذين ما يفضلون غالبا الواقعية على الخيال. وهناك دراسة تشير إلى أنه عندما يتعلق الأمر بالقصص، فإن الاطفال يتعلمون أفضل من القصص التي تكون واقعية.وخاصً الأطفال الذين هم في سن ما قبل المدرسة فهم أكثر عرضة لتعلم حقائق جديدة .
حيث اكدت رداسة اجراها د.نيكول لارسون المختص بالعلوم التنموية والتي كشف أنه عندما يقرأ الأطفال قصص واقعية عن البشر واقعيين قامو بافعال بطولية، كانوا أكثر عرضة للقيام بذلك بأنفسهم.
خلال الدراسة، تم قراءة قصص على أطفال تتراوح أعمارهم بين 4-6 سنوات كانت حول اما الانسان او الحيوان. وتم توزيع لكل طفل عدد من الملصقات وتم اخبارهم بنشر صورة واحدة فقط للاخرين بعد سماع القصة.
والنتيجة هي أن الأطفال الذين سمعوا قصصاً تدور حول أناس حقيقيين قامو بنشر اكثر من ملصق على الاخرين، في حين أن أولئك الذين سمعوا قصصاً تضم حيواناً مجسماً لم يفعلوا ذلك. وبعبارة أخرى، طبق الأطفال الصغار الدرس الذي تعلموه من القصة على سلوكهم الخاص، ولكن فقط عندما كانت القصة حول البشر.
وجد الباحثون أيضا أنه عندما سمح للأطفال في مجموعة أخرى باختيار ما إذا كانوا يقرأون قصة عن البشر أو القصة عن الحيوانات المجسمة، فلم يكن لديهم تفضيل معين. وهذا يشير إلى أن قصص البشر لم تكن فعالة في تعزيز مشاركة الاطفال للملصقات لمجرد أنهم وجدوها جذابة.
تعزز نتائج الدراسة فكرة أن الأطفال الصغار لديهم وقت أسهل لتصدير ما يتعلمونه من القصص القصيرة الخيالية إلى العالم الحقيقي. ومن المأكد ان القفزة من الإنسان الخيالي إلى واحد حقيقي هو ببساطة أصغر من القفزة من الخيال إلى الواقع.
كما اكدت دكتورة علم النفس التنموي "كارين ووكر" أن دفع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 6 سنوات لشرح الأحداث الرئيسية في القصص القصيرة جعلتهم أفضل في استخراج الأخلاق من القصة ومن ثم تطبيقها في العالم الحقيقي. هذا شيء يمكن للوالدين القيام به بسهولة كما يقرأون القصص لأطفالهم. إذا كانت نظريتنا غير صحيحة، فهذا من شأنه أن يساعد الأطفال على ربط الجوانب غير الواقعية للقصة مع ما يعرفونه عن العالم الحقيقي، وبالتالي لن يقدّر الأطفال الأنماط التي تعقد في كل من العالم الخيالي للقصة والعالم الحقيقي من حولهم .
0 التعليقات:
إرسال تعليق